الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{قُلْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} أمر بتبليغ ما خاطبهم الله به على الحكاية مبالغة في تبكيتهم. {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ} أي على محمد صلى الله عليه وسلم. {مَا حُمّلَ} من التبليغ. {وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمّلْتُمْ} من الامتثال. {وَإِن تُطِيعُوهُ} في حكمه. {تَهْتَدُواْ} إلى الحق. {وَمَا عَلَى الرسول إِلاَّ البلاغ المبين} التبليغ الموضح لما كلفتم به، وقد أدى وإنما بقي {مَّا حُمّلْتُمْ} فإن أديتم فلكم وإن توليتم فعليكم.{وَعَدَ الله الذين ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصالحات} خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وللأمة أوله ولمن معه ومن للبيان {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض} ليجعلنهم خلفاء متصرفين في الأرض تصرف الملوك في مماليكهم، وهو جواب قسم مضمر تقديره وعدهم الله وأقسم ليستخلفنهم، أو الوعد في تحققه منزل منزلة القسم. {كَمَا استخلف الذين مِن قَبْلِهِمْ} يعني بني إسرائيل استخلفهم في مصر والشام بعد الجبابرة، وقرأ أبو بكر بضم التاء وكسر اللام وإذا ابتدأ ضم الألف والباقون بفتحهما وإذا ابتدؤوا كسروا الألف. {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الذي ارتضى لَهُمْ} وهو الإِسلام بالتقوية والتثبيت. {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ} من الأعداء، وقرأ ابن كثير وأبو بكر بالتخفيف. {أَمْنًا} منهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين، ثم هاجروا إلى المدينة وكان يصبحون في السلاح ويمسون فيه حتى أنجز الله وعده فأظهرهم على العرب كلهم وفتح لهم بلاد الشرق والغرب، وفيه دليل على صحة النبوة للإِخبار عن الغيب على ما هو به وخلافة الخلفاء الراشدين إذ لم يجتمع الموعود والموعود عليه لغيرهم بالإِجماع.وقيل الخوف من العذاب والأمن منه في الآخرة. {يَعْبُدُونَنِي} حال من الذين لتقييد الوعد بالثبات على التوحيد، أو استئناف ببيان المقتضي للاستخلاف والأمن. {لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} حال من الواو أي يعبدونني غير مشركين. {وَمَن كَفَرَ} ومن ارتد أو كفر هذه النعمة. {بَعْدَ ذَلِكَ} بعد الوعد أو حصول الخلافة. {فأولئك هُمُ الفاسقون} الكاملون في فسقهم حيث ارتدوا بعد وضوح مثل هذه الآيات، أو كفروا تلك النعمة العظيمة.{وَأَقِيمُواْ الصلاة وَآتُواْ الزكوة وَأَطِيعُواْ الرسول} في سائر ما أمركم به ولا يبعد عطف ذلك على أطيعوا الله فإن الفاصل وعد على المأمور به، فيكون تكرير الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للتأكيد وتعليق الرحمة بها أو بالمندرجة هي فيه بقوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} كما علق به الهدى.{لاَ تَحْسَبَنَّ الذين كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأرض} لا تحسبن يا محمد الكفار معجزين لله عن إدراكهم وإهلاكهم، و{فِي الأرض} صلة {مُعجِزِينَ}. وقرأ ابن عامر وحمزة بالياء على أن الضمير فيه لمحمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى كما هو في القراءة بالتاء أو {الذين كَفَرُواْ} فاعل والمعنى ولا يحسبن الكفار في الأرض أحدًا معجزًا لله، فيكون {مُعْجِزِينَ فِي الأرض} مفعوليه أو لا يحسبونهم {مُعَجِزِينَ} فحذف المفعول الأول لأن الفاعل والمفعولين لشيء واحد فاكتفى بذكر اثنين عن الثالث. {وَمَأْوَاهُمُ النار} عطف عليه من حيث المعنى كأنه قيل: الذين كفروا ليسوا بمعجزين ومأواهم النار، لأن المقصود من النهي عن الحسبان تحقيق نفي الإِعجاز. {وَلَبِئْسَ المصير} المأوى الذي يصيرون إليه.{يا أيها الذين ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ الذين مَلَكَتْ أيمانكم} رجوع إلى تتمة الأحكام السالفة بعد الفراغ من الإِلهيات الدالة على وجوب الطاعة فيما سلف من الأحكام وغيرها والوعد عليها والوعيد على الإِعراض عنها، والمراد به خطاب الرجال والنساء غلب فيه الرجال لما روي أن غلام أسماء بنت أبي مرثد دخل عليها في وقت كرهته فنزلت. وقيل أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدلج بن عمرو الأنصاري وكان غلامًا وقت الظهيرة ليدعو عمر، فدخل وهو نائم وقد انكشف عنه ثوبه فقال عمر رضي الله تعالى عنه: لوددت أن الله عز وجل نهى آباءنا وأبناءنا وخدمنا أن لا يدخلوا هذه الساعات علينا إلا بإذن، ثم انطلق معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده وقد أنزلت هذه الآية: {والذين لَمْ يَبْلُغُواْ الحلم مِنكُمْ} والصبيان الذين لم يبلغوا من الأحرار فعبر عن البلوغ بالاحتلام لأنه أقوى دلائله. {ثَلاَثَ مَرَّاتٍ} في اليوم والليلة مرة. {مّن قَبْلِ صلاة الفجر} لأنه وقت القيام من المضاجع وطرح ثياب النوم ولبس ثياب اليقظة، ومحله النصب بدلًا من ثلاث مرات أو الرفع خبرًا لمحذوف أي هي من قبل صلاة الفجر.{وَحِينَ تَضَعُونَ ثيابكم} أي ثيابكم لليقظة للقيلولة. {مّنَ الظهيرة} بيان للحين. {وَمِن بَعْدِ صلاة العشاء} لأنه وقت التجرد عن اللباس والالتحاف باللحاف. {ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ} أي هي ثلاث أوقات يختل فيها تستركم، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره ما بعده وأصل العورة الخلل ومنها أعور المكان ورجل أعور. وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي {ثلاث} بالنصب بدلًا من {ثَلاَثَ مَرَّاتٍ}. {لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ} بعد هذه الأوقات في ترك الاستئذان، وليس فيه ما ينافي آية الاستئذان فينسخها لأنه في الصبيان ومماليك المدخول عليه وتلك في الأحرار البالغين. {طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} أي هم طوافون استئناف ببيان العذر المرخص في ترك الاستئذان وهو المخالطة وكثرة المداخلة، وفيه دليل على تعليل الأحكام وكذا في الفرق بين الأوقات الثلاثة وغيرها بأنها عورات. {بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} بعضكم طائف على بعض أو يطوف بعضكم على بعض. {كذلك} مثل ذلك التبيين. {يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات} أي الأحكام. {والله عَلِيمٌ} بأحوالكم. {حَكِيمٌ} فيما شرع لكم.{وَإِذَا بَلَغَ الأطفال مِنكُمُ الحلم فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا استأذن الذين مِن قَبْلِهِمْ} الذين بلغوا من قبلهم في الأوقات كلها، واستدل به من أوجب استئذان العبد البالغ على سيدته، وجوابه أن المراد بهم المعهودين الذين جعلوا قسيمًا للمماليك فلا يندرجون فيهم. {كذلك يُبَيّنُ الله لَكُمْ ءاياته والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ} كرره تأكيدًا ومبالغة في الأمر بالاستئذان.{والقواعد مِنَ النساء} العجائز اللاتي قعدن عن الحيض والحمل. {اللاتي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا} لا يطمعن فيه لكبرهن. {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ} أي الثياب الظاهرة كالجلباب، والفاء فيه لأن اللام في {القواعد} بمعنى اللاتي أو لوصفها بها. {غَيْرَ متبرجات بِزِينَةٍ} غير مظهرات زينة مما أمرن بإخفائه في قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} وأصل التبرج التكلف في إظهار ما يخفى من قولهم: سفينة بارجة لا غطاء عليها، والبرج سعة العين بحيث يرى بياضها محيطًا بسوادها كله لا يغيب منه شيء، إلا أنه خص بتكشف المرأة زينتها ومحاسنها للرجال. {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ} من الوضع لأنه أبعد من التهمة. {والله سَمِيعٌ} لمقالتهن للرجال. {عَلِيمٌ} بمقصودهن.{لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ} نفي لما كانوا يتحرجون من مؤاكلة الأصحاء حذرًا من استقذارهم، أو أكلهم من بيت من يدفع إليهم المفتاح ويبيح لهم التبسط فيه إذا خرج إلى الغزو وخلفهم على المنازل مخافة أن لا يكون ذلك من طيب قلب، أو من إجابة من دعوهم إلى بيوت آبائهم وأولادهم وأقاربهم فيطعمونهم كراهة أن يكونوا كلًا عليهم، وهذا إنما يكون إذا علم رضا صاحب البيت بإذن أو قرينة أو كان في أول الإِسلام ثم نسخ بنحو قوله.{لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النبي إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ} وقيل نفي للحرج عنهم في القعود عن الجهاد وهو لا يلائم ما قبله ولا ما بعده. {وَلاَ على أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ} من البيوت التي فيها أزواجكم وعيالكم فيدخل فيها بيوت الأولاد لأن بيت الولد كبيته لقوله عليه الصلاة والسلام: «أنت ومالك لأبيك» وقوله عليه الصلاة والسلام: «إن أطيب ما يأكل المؤمن من كسبه وإن ولده من كسبه» {أَوْ بُيُوتِ آبَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاَتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ} وهو ما يكون تحت أيديكم وتصرفكم من ضيعة أو ماشية وكالة أو حفظًا. وقيل بيوت المماليك والمفاتح جمع مفتح وهو ما يفتح به وقرئ {مفتاحه}. {أَوْ صَدِيقِكُمْ} أو بيوت صديقكم فإنهم أرضى بالتبسط في أموالهم وأسر به، وهو يقع على الواحد والجمع كالخليط، هذا كله إنما يكون إذا علم رضا صاحب البيت بإذن أو قرينة ولذلك خصص هؤلاء فإنه يعتاد التبسط بينهم، أو كان ذلك في أول الإِسلام فنسخ فلا احتجاج للحنفية به على أن لا قطع بسرقة مال المحرم. {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} مجتمعين أو متفرقين نزلت في بني ليث ابن عمرو من كنانة كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده. أو في قوم من الأنصار إذا نزل بهم ضيف لا يأكلون إلا معه. أو في قوم تحرجوا عن الاجتماع على الطعام لاختلاف الطبائع في القذارة والنهمة. {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا} من هذه البيوت {فَسَلّمُواْ على أَنفُسِكُمْ} على أهلها الذين هم منكم دينًا وقرابة. {تَحِيَّةً مّنْ عِندِ الله} ثابتة بأمره مشروعة من لدنه، ويجوز أن تكون صلة للتحية فإنه طلب الحياة وهي من عنده تعالى وانتصابها بالمصدر لأنها بمعنى التسليم. {مباركة} لأنها يرجى بها زيادة الخير والثواب. {طَيِّبَةً} تطيب بها نفس المستمع. وعن أنس رضي الله تعالى عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال لي «متى لقيت أحدًا من أمتي فسلم عليه يطل عمرك، وإذا دخلت بيتك فسلم عليهم يكثر خير بيتك، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأبرار الأوابين» {كذلك يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات} كرره ثلاثًا لمزيد التأكيد وتفخيم الأحكام المختتمة به وفصل الأولين بما هو المقتضى لذلك وهذا بما هو المقصود منه فقال: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي الحق والخير في الأمور.{إِنَّمَا المؤمنون} أي الكاملون في الإِيمان. {الذين ءامَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ} من صميم قلوبهم. {وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ على أَمْرٍ جَامِعٍ} كالجمعة والأعياد والحروب والمشاورة في الأمور، ووصف الأمر بالجمع للمبالغة وقرئ {أمر جميع}. {لَّمْ يَذْهَبُواْ حتى يَسْتَئذِنُوهُ} يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأذن لهم، واعتباره في كمال الإِيمان لأنه كالمصداق لصحته والمميز للمخلص فيه عن المنافق فإن ديدنه التسلل والفرار، ولتعظيم الجرم في الذهاب عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذنه ولذلك أعاده مؤكدًا على أسلوب أبلغ فقال: {إِنَّ الذين يَسْتَذِنُونَكَ أولئك الذين يُؤْمِنُونَ بالله وَرَسُولِهِ} فإنه يفيد أن المستأذن مؤمن لا محالة وأن الذهاب بغير إذن ليس كذلك. {فَإِذَا استئذنوك لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} ما يعرض لهم من المهام، وفيه أيضًا مبالغة وتضييق الأمر. {فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ} تفويض للأمر إلى رأي الرسول صلى الله عليه وسلم، واستدل به على أن بعض الأحكام مفوضة إلى رأيه ومن منع ذلك قيد المشيئة بأن تكون تابعة لعلمه بصدقه فكأن المعنى: فأْذن لمن علمت أن له عذرًا. {واستغفر لَهُمُ الله} بعد الإِذن فإن الاستئذان ولو لعذر قصور لأنه تقديم لأمر الدنيا على أمر الدين. {أَنَّ الله غَفُورٌ} لفرطات العباد. {رَّحِيمٌ} بالتيسير عليهم.{لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَاء الرسول بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} لا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضًا في جواز الإِعراض والمساهلة في الإِجابة والرجوع بغير إذن، فإن المبادرة إلى إجابته عليه الصلاة والسلام واجبة والمراجعة بغير إذنه محرمة. وقيل لا تجعلوا نداءه وتسميته كنداء بعضكم بعضًا باسمه ورفع الصوت به والنداء من وراء الحجرات، ولكن بلقبه المعظم مثل يا نبي الله، ويا رسول الله مع التوقير والتواضع وخفض الصوت، أو لا تجعلوا دعاءه عليكم كدعاء بعضكم على بعض فلا تبالوا بسخطه فإن دعاءه موجب، أو لا تجعلوا دعاءه ربه كدعاء صغيركم كبيركم يجيبه مرة ويرده أخرى فإن دعاءه مستجاب. {قَدْ يَعْلَمُ الله الذين يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ} ينسلون قليلًا قليلًا من الجماعة ونظير تسلل تدرج وتدخل. {لِوَاذًا} يستتر بعضكم ببعض حتى يخرج، أو يلوذ بمن يؤذن له فينطلق معه كأنه تابعه وانتصابه على الحال وقرئ بالفتح. {فَلْيَحْذَرِ الذين يخالفون عَنْ أَمْرِهِ} يخالفون أمره بترك مقتضاه ويذهبون سمتًا خلاف سمته، و{عَنْ} لتضمنه معنى الإِعراض أو يصدون عن أمره دون المؤمنين من خالفه عن الأمر إذا صد عنه دونه، وحذف المفعول لأن المقصود بيان المخالف والمخالف عنه والضمير لله تعالى، فإن الأمر له في الحقيقة أو للرسول فإنه المقصود بالذكر. {أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} محنة في الدنيا.{أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة واستدل به على أن الأمر للوجوب فإنه يدل على أن ترك مقتضى الأمر مقتض لأحد العذابين، فإن الأمر بالحذر عنه يدل على خشية المشروط بقيام المقتضي له وذلك يستلزم الوجوب.{أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِي السموات والأرض قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ} أيها المكلفون من المخالفة والموافقة والنفاق والإِخلاص، وإنما أكد علمه ب {قَدْ} لتأكيد الوعيد. {وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} يوم يرجع المنافقون إليه للجزاء، ويجوز أن يكون الخطاب أيضًا مخصوصًا بهم على طريق الإِلتفات، وقرأ يعقوب بفتح الياء وكسر الجيم. {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ} من سوء الأعمال بالتوبيخ والمجازاة عليه. {والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} لا يخفى عليه خافية.عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي». اهـ.
|